كل شيء في كل مكان
حلم كل رائد أعمال
في الآونة الأخيرة انتشرت حملة تسويقية هائلة تخطت هذا الفضاء بجميع ابعاده الثلاث بل اصبح صداها يُنافس صدى وصيت الذّكاء الاصطناعي وهي الحملة التسويقية للفلم “باربي”، وبغض النظر عن محتوى الفلم إلا أنّ الحملة التسويقية لها تُدرّس عبر الأجيال، لذلك في هذا المقال استعرض اهم الاستراتيجيات المتقدمة التي تم استخدامها حتى الآن:
١- قوة التعرّف على العلامة التجارية، أي ان شركة “ماتيل” المالكة لحقوق باربي منذ ما يُقارب ستة عقود من الزمن، حافظت على وجود هوية من شكل ولون وقصة واحدة للمنتج، مما ساعد فريق التسويق في انشاء حملات اعلانية ضخمة ومتقدمة وبسيطة، لذا عندما نرى اللون الوردي فقط لا إراديا وبشكل لا واعي يُظهر في اذهاننا اسم باربي. وأيضاً حتى مع تغير الثقافة وزيادة الوعي في السنوات الأخيرة وانخفاض مبيعات الشركة بسبب ما تنشره من الاهتمام و الشكل المثالي الواحد في اذهان الأطفال. الا ان الآن ارباح الشركة متوقعة في الارتفاع بنسبة ٥٠٪ هذا العام.
٢- الإستراتيجية التفاعلية، تمكنت الحملة التسويقية من استغلال ثورة الذكاء الاصطناعي وتفاعل الناس المثير في تجربة كل شيء جديد متعلق بهذا الذكاء، بإنشاء محرك ذاتي يقوم باستخدام الصور وتحويلها إلى ملصق الفلم الأصلي.
” selfie generator”.
٣- التّعاون التّجاري، رُغم صعوبة احياء هذه الدُمية في القرن 21، في عصر يطغى فيه الطابع التقني وألعاب الفيديو، لكن هذا لم يكن عائق امام الحملة التسويقية العبقرية، فقد تم التعاون مع جميع الشركات العالمية من الأزياء والمكياج وشركات الألعاب و الاحذية الرياضية والادوات الشخصية إلى امكانية الاقامة في منزل باربي في ماليبو، مما أدى الى نقص الطلاء الوردي في العالم، ولم يتوقف التعاون عند هذا الحد، فقد تجاوز هذا الأمر إلى ابعد من هذه الشراكات العالمية، وقد وصل إلى الأفراد اصحاب المشاريع المنزلية وصانعيّ المحتوى حول العالم بخلق وابتكار منتجات ذات اللون الوردي اكثر جمالاّ وابداعاً ودقة من البراندات العالمية.
٤- كل شي في كل مكان ، بدلاً من التركيز على فئة معينة كما هو متعارف عليه في استراتجيات التسويق والمشاريع فقد تم كسر هذه القاعدة، وقد تم التركيز على جميع الاعمار من عمر الثامنة إلى المئة و إثارة مشاعر الجميع إيجابية كانت ام سلبية او حتى محايدة لهذه الدمية.
وفي النهاية سواء كان محتوى الفلم جيّد أم سيّء إلى انه نجح في التسويق عالمياً و لا يخلو منزل الآن من احد المنتجات ذات اللون الوردي التي تم شرائها خلال الخمسة اشهر الماضية. وعلى عكس ذلك فإن فلم “اوبنهايمر” وهو اسم الفيزيائي الذي يُعرف بأب القنبلة الذرية المتزامن صدوره مع فلم “باربي”، لم يتبعوا هذه الاستراتيجيات السابقة لأن اسم مخرج الفلم ” كريستوفر نولان ” هو التسويق بحد ذاته مع طاقم التمثيل المُختار ذو التاريخ و المسيرة الطويلة في هذه المهنة، وهذا الاختلاف التسويقي بينهما أدى إلى تفاعل الجماهير في ابتكار ملصقات كلاسيكية تدمج بين الفلمين بشكل فني جميل.