غزّة تُحقّق حلم تسلا
في القرن الماضي, حَلِم العالِم نيكولا تسلا بتزويد العالم بالطاقة الكهربائية المجانية واللامحدودة لاسلكياً. ومع ذلك,توفيّ قبل تحقيق هذا الحلم في زمن كان يخلو من الخيال ويعمه الجهل وحماية الصناعات القائمة آنذاك. وفي المقابل الآن, استطاعت غزّة بأهلها تحقيق ذلك عن طريق اشعال نار البصيرة للعالم اجمع حتى يعيدوا بنا إلى الاتصال بإيماننا ومراجعته اياً كانت عقيدته لاسلكياّ. ووقود هذه الطاقة الروحانية هي اشلاء الاطفال الخدج في المستشفيات وجثث النساء والرجال في شوارع وحارات غزة. ولكل روح شهيدة تؤخذ لبارئها يقابله طاقة تنير العقول وتوقظ الارواح. فكم من شهداء يلزم لإضاءة بصيرة العالم؟.
ان ايمان وصمود الفلسطينيين وسط قصف الكيان الصهيوني لغزة اشعل بصيرة جميع مستخدمي برنامج التيك التوك المملوك للشركة الصينية بايت دانس, والذي لطالما طالب الجميع بحجبه سواء افراد خوفا على ابنائهم من المحتوى الذي يشاهدونه او دول خوفاً على فقد السيطرة في تشكيل وعيّ شعوبهم حيثُ طالبت امريكا سابقاً بحجب البرنامج او اجبار الشركة على بيع البرنامج لهم العام الماضي.
بدأ المستخدمون, بإنشاء حلقات نقاشية لقراءة وتعلم القرآن الكريم, ومشاركة انطباعاتهم عنه, املاً في معرفة سر ايمان و صمود الشعب الفلسطيني في ظل المجازر البشعة التي تحدث يومياً في غزة. حيثُ اعترف الجميع بمدى جهلهم واعجابهم بحقيقة الاسلام وانهم اعادوا برمجة عقولهم للتخلص من الدعاية الغربية العميقة ضد الاسلام التي تتم عبر وسائل الاعلام التقليدي لديهم. ولم تَكُن هذه الحلقات مقتصره على دين معين بل حتى المسلمين منهم اعترفوا بمدى محدودية معرفتهم السابقة بالاسلام وانهم يرونه الآن من منظور جديد وممتنين لهذه الفرصة التي اتيحت لهم حيثُ تم اعادة الاتصال بإمانهم.
جيل الفا وزد, او بما يُطلق عليهم بالعامية عندنا جيل الأيباد والقيمز والأفلام والجيل المرفّه الذي يفتقر لصفات السعيّ والمسوؤلية هم الآن محتلين الصدارة في تحمل المسوؤلية الإلكترونية والتقنية للدفاع عن القضية الفلسطينية واعادة احياءها في قيادة حملات المقاطعة وأبدوا إصراراً على استمرارها.
وأخيراً دعائنا لأهل فلسطين بالنصر والثبات والحماية من أعدائهم, وان يثبت الله الأرض تحت أقدامهم, وان يجعل نار أعدائهم برداً وسلاما على المسلمين.