من تيتانيك إلى المُستقبل
في عام 1912, شهِد العالم كارثة غرق سفينة تيتانيك, وبالرغم من الاعتقاد الشّائع بأن السبب الرئيسي وراء غرق سفينة تيتانيك كان بسبب الاصطدام بجبل جليدي, إلا أن الحقيقة المروعة كانت بعدم اهتمامهم بتقنية مشغلّي اللاسلكي آنذاك حيث ورد عن طريقه العديد من التحذيرات بوجود حقول جليدية في الشمال الأطلسي, واقتصرت المتابعة في الاعتماد على المراقبين في عش الغراب للسفينة بالشّكل البدائي في محاولة لإلتقاط لأي جبل جليدي وتغيير مسار السفينة, ان تقنية مشغّلي اللاسلكي آنذاك كانت بمثابة السّلاح ذو حديّن, وبدلاً من توظيفه في استقبال التحذيرات لإنقاذ السفينة تم توظيفة لإرسال رسائل الرّكاب فقط, لذا وجب علينا التّعلم من التجارب السابقة و التّفكر و التأمل بها حتى نتجنّب الغرق فإن التّاريخ دائماً ما يُعيد نفسه ولكن هذه المرة بتقنية الذّكاء الاصطناعي.
وبعد مرور عام تقريباً على انتشار تقنية الذّكاء الاصطناعي وتطبيقاته عالمياً, حيث اصبح بالإمكان توقع المستقبل الآن بشكل اوضح , ومن جعل من هذه التقنية اسلوب حياة في تسهيل عمله ومهامة اليومية وجعلها اكثر ابداعية فقد ظفر بها.
وكما ذكرت في المقالات السّابقة بأنّ تطوّر الذّكاء الاصطناعي كل شهر أو اسبوعين, حتى يأتي اليوم الذي يحدث فيه التّطور في كل جزء من الثانية.
نحن الآن في المرحلة الحرجة من هذه التقنية فإما الغرق والتخلف أو النّجاة و التّطور, والنّجاة تتم عن طريق وضع خطط استراتيجية واضحة على مستوى الدولة, حيث يتم فيها تفعيل هذه الخطط بالشكل العاجل, وادخال تطبيقات تقنية الذّكاء الاصطناعي في جميع قطاعات الدولة من هيئات ووزارات ومؤسسات تعليمية. والتّعلم العميق وكيفية الاستفادة القصوى لهذه التطبيقات وكيفية ترجمة الابداع البشري عن طريقها سواء في الحياة العلمية والعملية. لا ان يقتصر التعليم عن تاريخ هذا الذّكاء ومخاطره للترهيب والتوقف عند هذا الحد دون المساهمة في تشكيل المستقبل.
وفي الوقت الراهن, يتم استغلاله من قبل افراد اغتنموا فرصة تعلمه بشكل ذاتي في نشر الوعيّ أكثر وابتكار طرق أكثر ابداعية في تعزيز المقاطعة للمنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني, وانتاج وثائقيات ومعلومات بكل لغات العالم عن طريقه, بينما الكيان الصهيوني ينشر صوراً بواسطته لدعم اهدافهم الخبيثة. لذا وجب علينا ان نستلهم من كارثة تيتانيك في فهم ثورة الذكاء الاصطناعي في كيفية توظيفه بالشكل الأمثل.